الثلاثاء، 5 يناير 2010

يوم كان ثمة سينما في السودان


مضى ذاك الزمان الذي استطاع في نخبة من مخرجي السينما السودانيين الحضور في المحافل السينمائية، من مهرجان كان السينمائي الدولي، إلى موسكو، ومن مهرجان القاهرة، إلى واغادوغو..
كان جيلاً سينمائياً سودانياً متميزاً.. وكانت له أيامه الماضيات.. بما فيها من إنجازات، انتهت إلى أن فاز فيلم «الضريح» للطيب المهدي، بذهبية القاهرة للافلام القصيرة عام 1970، ونال فيلم «ولكن الأرض تدور» للمخرج سليمان محمد إبراهيم ذهبية مهرجان موسكو عام 1979، وحصل فيلم «الجمل» للمخرج إبراهيم شدَّاد، على جائزة النقاد في مهرجان كان عام 1986.
واليوم.. لعل المخرج إبراهيم شدَّاد، ينتبذ مكانه القصيّ، في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد أن جال العالم اغتراباً، وصل به حتى كندا، وامتدَّ به سنوات طوال.. فيما تلفُّ عتمة الغياب المخرج الراحل جاد الله جبارة، وقد ترك جيله وتاليه ينوء تحت وطء الكهولة، وصحة الشيخ الطاعن في السن.. بينما يسعى أنور هاشم لاستعادة ذاكرة دراسته السينما في القاهرة، وزمن السينما السودانية التي كانت.. ويتنقل المنتج والمخرج مصطفى إبراهيم بفيلميه (بركة الشيخ، أتراب غرباء) من مهرجان إلى آخر، من قرطاج إلى طهران، دون أن يفلت انشغالاته الأخرى..
وحده المخرج السوداني سعيد حامد، استطاع اختراق النواة الصلبة للسينما المصرية، وبات جزءاً من تلك السينما، على الأقل بما حققه من أفلام (الحب في الثلاجة، صعيدي في الجامعة الأمريكية، همام في أمستردام، على جنب يا إسطى)، لا تخرج في عمومها عن السائد، ولا تتمايز عن عموم السينما التجارية المصرية.. طبعاً، باستثناء تجربته المتميزة في فيلمه الأول «الحب في الثلاجة»!..
كان السينمائيون السودانيون، أيام العز السينمائي، في السبعينات والثمانينات، قد رفعوا شعار «إحلال الفكر محل الإثارة»، كما قرأت ذات مرة، وكأني بهم كانوا يسعون إلى تحقيق «سينما مختلفة»، نابعة من الروح السودانية، بخصوصيتها، وهويتها الخالصة، النابعة من عمق وغنى السودان.. ولكن قطيعة تاريخية قد حصلت.. وسنوات طوال من عقم سينمائي تتالت..
واليوم.. لا بد أن ينمو جيل سينمائي سوداني جديد.. جيل يدرك أهمية السينما في القول، وفي رسم صورة السوداني المأمولة.. الصورة التي لا علاقة لها بما روَّجته وسائل الإعلام، ولا نشرات الأخبار.. ربما يشعر هذا الجيل السينمائي اليوم أنه «جيل بلا آباء»، وإن كان جيلاً متعثراً بالذاكرة، وغير متعلق بها.
سيبدو المخرج أمجد أبو العلاء، أحد أكثر السينمائيين السودانيين الشباب نشاطاً.. ففيما هو ينتقل ما بين المسرح والسينما، وبين التمثيل والعمل في التلفزيون، يقتنص الفرصة تلو الأخرى لإخراج فيلم سينمائي آخر.. بانتظار الفيلم الحلم..
ومن فيلم إلى آخر، من «قهوة وبرتقال»، إلى «ريش الطيور»، إلى «تينا»، يثبت أمجد أبو العلاء أنه الوعد باستكمال ما نقص من سيرة السينما السودانية، واستعادة مجد يوم كان ثمة سينما في السودان..
إنه سينمائي لا تنقصه سوى الفرصة!..

هناك 3 تعليقات:

  1. امجد ابو العلا و صياغة العهد الجديد للسينما في السودان ... سينمائي قدير و صاحب موهبة فذة و مخرج نفتخر به جميعاً .. كلى ثقة بانه سوف يتبوأ مركزاً متقدماً في خارطة السينما العربية ...

    كل التحايا و الاماني الطيبة لك اخي العزيز امجد ابو العلا

    ردحذف
  2. اتمنى ان ترجع تلك لايام التي تكلمت عنها مع الجيل المبدع الجديد مع توفر الاعلام في السودان وظهوره للعالم وامكانيه مشهاده الافلام الجديده بما ان الافلام التي تكلمت عنها لم يشاهدها الا القلائل من العامه
    وظهور مبدع سوداني يرتقي بأبداعه في السودان كامجد ابو العلا هي خطوه اولى جديده او مستحدثه للوصول بالسينما السودانيه الى العالميه

    ردحذف
  3. أمجد أبو العلاء فخر لينا كلنا كشباب سوداني , يا رب يوفقوا و يواصل على كدا , وفي إنتظار فلموا الحلم زي ما قلت

    ردحذف