الثلاثاء، 5 يناير 2010

سينمائية سودانية.. خارج السرب


في وقت تختفي السينما السودانية وراء غلالات من الغياب، إثر توقف الإنتاج السينمائي في السودان، ووقوع جيل كامل من السينمائيين السودانيين، أمثال إبراهيم شداد، صاحب «الجمل»، في البطالة السينمائية، ورحيل الرائد جاد الله جبارة.. تأتي المخرجة السودانية «تغريد السنهوري»، لتبدو كأنها تؤلف سربها الخاص بها، وتنفرد في العزف السينمائي، بدءاً من فيلمها «كل شيء عن دارفور»، وصولاً إلى جديدها «أم مجهولة»، الذي شارك في مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، في مهرجان دبي السينمائي الدولي..
في مجتمع مسلم محافظ، كالمجتمع السوداني، يُعتبر الحمل والإنجاب خارج رباط الزواج أمراً محرماً، يجلب العار للعائلة، دون شك.
في فيلم «أم مجهولة»، الوثائقي المتوسط الطول (مدته 49 دقيقة)، نتابع قصص ثلاث نساء عازبات، ونضالهن المرير للحفاظ على أطفالهن، وصراعهن المتواصل مع عائلاتهن ومجتمعهن.
صور مرعبة من واقع الحياة في الخرطوم، وتسليط الضوء على الزوايا الإكثر إظلاماً في ثنايا المجتمع.
كأنما الفيلم يريد أن يهزّ المجتمع، يوقظه من سباته، ومن طمأنينته، ويعرض عليه صوراً مما هو فيه، مما يتغاضى عن رؤيته، ومما يتناسى وجوده..
شيء من المفاجأة.. كثير من القسوة.. ومواقف إنسانية مدهشة..
يُذكر أن الفيلم فاز بجائزة اليونيسف لحقوق الأطفال، وذلك في عرضه الأول في مهرجان زنجبار السينمائي الدولي في يوليو 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق