الثلاثاء، 5 يناير 2010

محمد الدرة.. الأيقونة التي أضعناها

وردةٌ على مقعدٍ في الصف.. فالتلميذ «محمد الدرة» غائب هذه المرة بعذر..
هذه المرة فقط.. لن يعنِّفه والده، لأنه لم يتلهّى بكرة القدم عن قراءة دروسه.. ولا عن تحضير واجب الغد المدرسي..
هذه المرة.. لن يرسل مدير المدرسة في «مخيم البريج»، لولي أمر الطالب «محمد الدرة»، الأخ أبو إياد، ليعاتبه لأن ابنه «محمد» غاب بدون عذر..
هذه المرة فقط.. لن يعاقبه معلم الصف، لأنه لم يكتب الوظيفة، ولم يستظهر الدرس.. أو لأنه نسي أحد دفاتره في البيت..
لن يجمع «محمد الدرة» يديه أمام فمه، خوفاً من عصا الأستاذ، وعقابه.. كما كان يفعل عادة..
هل تتذكرون كيف كان «محمد» يجمع يديه أمام فمه، وينفخ فيهما.. وهو يتهيأ لتلقي عصا الأستاذ؟!..
تلك كانت عادته!..
هذه المرة فقط.. لا علاقة لعصا معلم الصف بالأمر.. أبداً..
هذه المرة، وفي المشهد الذي رأيناه، كان يجمع كفيه وينفخ فيهما، كأنما «محمد» كان يحاول الاختباء خلفهما، وطرد قلقه، وخوفه..
ألاحظتَ أيها الجندي الصهيوني المُدجَّج بالرصاص ذلك؟..
أتراكَ رأيتَ قبضتيه تتجمعان أمام فمه.. فزرعت رصاصاتك خنجراً من موت في بطنه وساقيه؟..
هل ضحكتَ أيها الجندي، إذ أيقنت أن كل ما يمكن أن ينفخه «محمد الدرة»، في يديه، لن يردَّ أياً من رصاصاتك القاتلة؟..
وهل ابتهجتَ، إذ رأيت والده يقع في دائرة العجز عن حماية ابنه؟..
هل أعجبكَ المشهد؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق